يبدو مستقبل التقنية المالية في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا مشرقًا، مع الزيادة في نمو عدد السكان الكبير، وزيادة إمكانية الوصول إلى الانترنت والتقنية بشكل عام، إضافة إلى التشريعات الحكومية التي تدعم هذا التوجه، فإن المنطقة مهيأة لازدهار صناعة التقنية المالية وظهور منتجات جديدة فيها.
أحد العوامل الرئيسة لنمو التقنية المالية في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا هو أعداد المستخدمين من فئة الشباب، أكثر من نصف سكان المنطقة تحت سن 25 عاماً، وهذه التركيبة السكانية تقبل بشكل كبير على التقنيات الجديدة والخدمات المالية الرقمية، وقد أدى ذلك إلى زيادة في اعتماد الخدمات المصرفية عبر تطبيقات الهاتف المحمول وخدمات الدفع عبر الإنترنت، وشهدت دول مثل الإمارات العربية المتحدة، مصر، والمملكة العربية السعودية زيادة كبيرة في عدد الأشخاص الذين يتعاملون هذه الخدمات.
هناك عامل آخر يغذي نمو صناعة التقنية المالية في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وهو التوافر المتزايد للتقنية وإمكانية الوصول إلى شبكة الإنترنت، أدى التبني الواسع النطاق للهواتف الذكية وتطوير البنى التحتية لشبكة لإنترنت عالي السرعة إلى تسهيل وصول الأشخاص إلى الخدمات المالية رقميًا، وقد فتح هذا فرصًا جديدة لشركات التقنية المالية لتقديم مجموعة من الخدمات المبتكرة، مثل تقديم طلبات الإقراض والبطاقات الائتمانية عبر التطبيقات ومنصات الاستثمار الرقمي، إلى جانب الدفع عبر وسائل السداد الإلكترونية.
أدى التبني الواسع النطاق للهواتف الذكية وتطوير البنى التحتية لشبكة لإنترنت عالي السرعة إلى تسهيل وصول الأشخاص إلى الخدمات المالية رقميًا
يلعب دعم حكومات المنطقة لصناعة التقنية المالية دورًا كبيراً في نموها أيضا، حيث وضعت العديد من الحكومات في المنطقة تشريعات متطورة، وأنشأت مراكز مخصصة لتنظيم عمل شركات ومنتجات التقنية المالية لتشجيع تطوير الصناعة، على سبيل المثال، أطلق مركز دبي المالي العالمي (DIFC) أنظمة وبرامج عدة لدعم واستقطاب مشاريع التقنية المالية، كما أدخل البنك المركزي المصري بيئة حماية تنظيمية للسماح لشركات التقنية المالية باختبار منتجاتها وخدماتها في بيئة خاضعة للرقابة.
يجتذب نمو التقنية المالية في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا استثمارات كبيرة. في عام 2018، جمعت شركات التقنية المالية في المنطقة تمويلًا يزيد عن 100 مليون دولار، يأتي جزء كبير منه من شركات رأس المال الاستثماري ومستثمرين آخرين، ومن المتوقع أن يستمر هذا الاتجاه، حيث من المتوقع أن تصل القيمة الإجمالية لاستثمارات التقنية المالية في المنطقة إلى 2.5 مليار دولار بنهاية العام الجاري 2022.
بشكل عام، يبدو مستقبل التقنية المالية في المنطقة واعدًا، مع وجود سكان من الشباب يتمتعون بالذكاء التقني، إلى جانب قدراتهم الشخصية على استخدام تطبيقاتها، جنباً إلى جنب مع السياسات الحكومية الداعمة، فإن المنطقة في وضع جيد لتصبح مركزًا للابتكار والنمو في هذا القطاع.